الثلاثاء، 11 مايو 2010

" مانويل دى أولفيرا " والفتاة الشقراء غريبة الأطوار !

بمناسبة عرض مهرجان كان لأحدث أفلام المخرج البرتغالى ( مانويل دى أوليفيرا ) وعنوان الفيلم (حالة أنجيليكا الغريبة) .. اخترت أن أكتب لكم عن فيلمه قبل الأخير (eccentricities of a blond hair girl ) أو ما يمكن ترجمته الى ( فتاة شقراء غريبة الأطوار ) . أوليفيرا الذى ولد فى 12 ديسمبر عام 1908 فى سيدوفيتا فى بورتو بالبرتغال يقول عن نفسه أنه أخر الأحياء من عصر السينما الصامتة ، ويعتبر أكبر المخرجين الأحياء العاملين سناً ، حماسه لا ينقطع للعمل ، وحماس المهرجانات لا ينقطع لتكرمه أو عرض أفلامه ( فيلم أنجيليكا فى قسم نظرة خاصة ) . أول أفلامه التسجيلية قدمها عام 1931 ، وفيلمه الروائى الأول كان عام 1942 ، معظم أفلامه قدمها بعد سن الستين ، ولم يعرفه الجمهور إلا بعد أن أكمل الثمانين . حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة فى كان عن فيلم (الرسالة ) عام 1999، وحصل على جائزة نفاد السينما عن فيلم (رحلة فى بداية العالم ) عام 1997 .حصل على تكريمات كثيرة من المهرجانات الكبرى مثل السعفة الذهبية من مهرجان كان ، والأسد الذهبى من مهرجان فينيسيا عن مجمل أعماله .

أما عن فيلم ( فتاة شقراء غريبة الأطوار ) الذى أخرجه ( أوليفيرا ) فى عام 2009 فلا تزيد مدته عن 64 دقيقة ولكنه يكفى لكى تحس بأستاذية المخرج العجوز وأسلوبه السهل الممتنع . تقريباً لا تشعر بوجود كاميرا ومخرج وممثلين وإنما هى قطعة من الحياة قفزت الى الشاشة مفعمة بالمشاعر والأحاسيس مع حالة من السخرية العذبة . لم استقبل الفيلم باعتباره رومانسيا ولكنى أعتبرته رثاء للرومانسية . ليس فى الفيلم الذى أعده أولفيرا عن قصة قصيرة أى لقطة أو جملة حوار لا لزوم لها . كل شئ فى مكانه وتعبير الممثلين على قدر الإحساس بلا زيادة أو نقصان .انها بلاغة الإيجاز من استاذ أصبحت أدوات السينما فى يده -بعد هذا العمر الطويل - كالقوس فى يد العازف أو كالفرشاة فى يد الرسام ، لم يعد مهتما أن يرى الأوتار أو مكان اللوحة لأنه مهموم بأن ينقل رؤيته ، وعلى الأدوات أن تنفذ ، وعليها أن تؤمر فتطيع ." ماكاريو " بطل الحكاية شاب رومانسى بامتياز يبدو وكأنه قادم لتوه من القرن الثامن عشر ، إنه يحكى قصة غرامه لامرأة لا يعرفها فى القطار ومن خلال أكثر من عودة للوراء نشاهد القصة مدعومة بحديثه عن الحب والرومانسية . أمام شقته ، ومن خلال شباكها شاهد لويزا لأول مرة ، شابة شقراء فاتنة تمسك مروحة ، ولا تفارق أمها مدام فيلاسا . فى محل لللاقمشة يراها مرة أخرى مع الأم ، يتبادل معها النظرات . فى حفلة ثالثة يتحدث اليها ويقول بوله : أنت مثل نسمة الهواء . الحقيقة أن استخدام أوليفيرا لإطار النافذة التى تقف فيها لويزا يجعلها مثل لوحات جميلات عصر النهضة . ومثل أى قصة رومانسية لابد من عائق هو عم الشاب الثرى فرانشيسكوالذى يرفض فكرة الزواج . ماكاريو يترك العمل فى شركته ، ولكنه يفشل فى الحصول على عمل لأن الجميع على علاقة بالعم . تعرف لويزا أنه يحبها ولكن العم ضد الفكرة . يسافر ماكاريو عن طريق أحد الأشخاص الى جزر الرأس الأخضر للعمل فى شركة تجارية . يودعها قبل السفر . يبعث لها بالرسائل المكتوبة . يعود الى لشبونة ومعه المال ولكنه سرعان ما يتورط فى ضمان صديق ، فيصبح مطالبا بتسديد ديونه . يفكر فى السفر من جديد الى الجزر ، ولكن العم يرضى عليه ويوافق على زواجه .
يروى ماكاريو مفاجأة القصة لسيدة القطار : ذهب مع لويزا لاختيار خاتم الزواج . التاجر تعرف على الفور على العروس الشقراء . اتهمها بسرقة خاتم ثمين من قبل . الحسناءبدت مرتبكة ، و ماكاريو اتهمها بأنها لصة . قال لها أن تذهب وإلا استدعى البوليس . ظلت لويزا صامتة وحزينة واخترق القطار الشاشة . السخرية بالطبع واضحة من الذين يعيشون الحاضر بقيم منقرضة . ترى هل الشقراء هى التى تستحق أن توصف بغرابة لأطوار أم هذا الشاب الحالم ؟
هذا هو السؤال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق