الأربعاء، 19 مايو 2010

(أفضل دفاع عن الأفلام هى الأفلام نفسها . لا الجوائز ولا شباك التذاكر ولاحتى كلمات الثناء تستطيع أن ترفع من مستوى فيلم عادى أو متوسط . وقد جاء فيلم ( المليونير المتشرد ) مدعوما باكتساحه لجوائز الأوسكار ، ولكن عندما دخلت الى صالة العرض لم يستطع الفيلم أن يدافع عن نفسه ، ولا أن يبرر هذا التقدير المبالغ فيه ، وقد كتبت تعبيرا عن ذلك فى هذا المقال الذى نشرته فى روز اليوسف اليومية فى عدد الأول من مارس عام 2009 . )
" المليونير المتشرد " .. ميلودراما ساذجة هندية فى علبة" قطيفة" إنجليزية !
محمود عبد الشكور
لست من هواة العبارات الإنشائية ، وأجتهد قدرالمستطاع أن يكون الحديث عن الأفلام التى أكتب عنها محددا بكلمات لاتتحمل معايير مزدوجة ، ولكنى لم أجد عنوانا أفضل من عنوان هذا المقال لتلخيص الرأى فى فيلم (slumdog millionaire ) أو ( المليونير المتشرد )الذى اكتسح جوائز الأوسكار فى دورتها الحادية والثمانين حيث حصل على 8 جوائز دفعة واحدة ، وكانت المفاجأة أنه انتزعأهم الجوائز ، فقد اختاره اعضاءأكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية ليفوز بألقاب : أحسن فيلم ، وأحسن مخرج ، وأحسن تصوير ، وأحسن مونتاج ،وأحسن مكساج ،وأحسن سيناريو مقتبس ، وأحسن موسيقى تصويرية ، وأحسن أغنية ، بل تستطيع القول أن هناك حمى عالمية فى الإنبهار بهذا المليونير المتشرد بدأت من جوائز الكرة الذهبية وجوائز " البافتا " البريطانية ثم جوائز الأوسكار الأكثر شهرة وأهمية . ومع احترامنا لأعضاء الأكاديمية ، ولكل الذين يقيمون الأفلام فى كل مسابقات الأفلام ، فإن ذلك لا يعنى أن نقول لهم "آمين ، وأفضل دفاع عن الأفلام هى الأفلام نفسها لا كلمات النقاد ولا عائدات شباك التذاكر ولا حتى الجوائز التى تحصل عليها ، والمؤسف حقا أن فيلم ( المليونير المتشرد ) الذى تكلف 14 مليون دولار وأخرجه البريطانى " دانى بويل "لا يستحق كل هذا الإنبهار لأنه ليس فيلما عظيما بأى حال من الأحوال ، ولا يطاول لا شكلا ولا مضمونا فيلما منافسا آخر هو " الحالة الغريبة لبنيامين بوتون " الذى يمكن أن تكتب عنه دراسة ضخمة .
فى ( المليونير المتشرد) عناصر جيدة ومتميزة فعلا خاصة السيناريو والمونتاج ، ولكن فيه أشياء شديدة السذاجة على طريقة السينما التجارية الهندية ، حيث ميلودراما المصادفات ، وحيث لاتبرير من أى نوع لكثير من الأحداث والتحولات ، بل إن المخرج يحتفظ بكثير من مفردات مخرجى هذه الأفلام من حيث استخدام زوايا الكاميرا المنخفضة ، واستخدام الكادرات المائلة تعبيرا عن الإنحراف وسيطرة الأشرار ، وتقسيم الكادر بين نصف وجه الإنسان مكبرا وعناصر أخرى فى العمق ، كما يحتفظ المخرج بأغنية واستعرض راقص فى نهاية الفيلم يؤديه الأبطال مع المجاميع ،وهناك أيضا أداء ركيك من معظم ممثلى الفيلم باستثناء الأطفال ، والممثل الذى قام بدور مقدم البرنامج .


يعنى ببساطة أنت أمام فيلم هندى ملفوف فى قطعة من القطيفة الإنجليزية البراقة ، وتفسير هذه الكلمات الإنشائية بعبارت محددة أن المظهر خادع ومركب واكثر إتقانا مما هو معتاد فى الأفلام التجارية الهندية ، ولكن المضمون ساذج وتقليدى . قد يرى البعض ان إنجاز مخرج الممليونير المتشرد الأكبر فى استيحاء عناصر الفيلم التجارى الهندى لإنجاز فيلم فنى يحصد أهم الجوائز ، ولكن الأمر لم يكن مجرد استيحاء شكلى ولكنه انتهى الى درحة التأثر الشامل لدرجة تجعلك تعتقد أن العمل مجرد فيلم هندى بعيون مخرج إنجليزى مندهش من هذا العالم الشرقى الغريب ، وأرجو ألا تنخدع فى التلاعب بالزمن وفى السرد وفى براعة التصوير فى شوارع " بومباى " الخلفية ، كلها عناصر إحترافية مهمة تشكل معنى تعبير القطيفة الإنجليزية ، ولكن هذه العناصر ليست معلقة فى الفراغ حيث يفترض أن تكون فى خدمة دراما تديرها شخصيات يمكن تصديقها . هنا تحديدا لا يمكن الدفاع عن الفيلم . قد تكون هناك سيطرة من المخرج على بعض المشاهد التى تحتمل المباغة والإنفعال العنيف ، وقد يكون هناك نوع من الإبهار الأسلوبى أو السردى ، ولكنه يفشل فى النهاية فى إقناعك بتصديق ما تشاهده ، والأغرب أن الفيلم الذى بدأ بطريقة أوربية تماما تحاول البحث عن اسباب تفوق شاب فى الإجابة عن اسئلة برنامج من سيربح المليون سينتهى بطريقة هندية تماما ، حيث كل شئ مصنوع وحيث النهايت حتمية لأن المخرج عايز كدة ، وحيث لا معنى للسؤال لأن كل شئ مكتوب " واللى انكتب ع الجبين لازم تشوفه العين ".


أقول بوضوح أن مخاولة المزج بين رؤية إنجليزية وعناصر مستمدة من تقاليد الفيلم التجارى الهندى لم تنجح ، فلا أنت لديك منطق الفيلم الهندى ، ولا انت لديك كلاسيكية ومنطقية وتماسك البناء فى الفيلم البريطانى ، والتناقض صارخ أيضا بين برنامج تليفزيونو شهير يفترض أن هناك جوابا كل سؤال وبين فيلم لايجيب عن كثير من الأسئلة بحجة المقدر والمكتوب ، والتناقض فج كذلك بين حدوتة ساذجة تستطيع السينما التجارية الهندية أن تقدمها بصورة أكثر إمتاعا وتأثيرا فى زمن ثلاث ساعات ، وبين بناء سردى يدعى التعقيد ليقول فى النهاية ما يمكن قوله ببساطة ، يعنى حاجة كدة مثل الشاعر الذى أراد أن يقول أننا كنا نجلس فى مكان وسط الماء فقال هذا البيت العجيب : كأننا والماء من حولنا قوم جلوس حولهم ماء ؟! والأكثر من ذلك أن محاولة استيحاء عناصر الفيلم الهندى التقليدى فى فيلم أوربى ليست جديدة فقد شاهدنا فى مهرجان القاهرة الأخير فيلما سويسريا يستوحى هذه العناصر بما فيها الأغنيات والإستعراضات الراقصة ، ولكن هذا الفيلم الذى فاز بإحدى جوائز المهرجان كان خفيفا وأقرب الى الكوميديا ، كما كان فى بساطته أقرب الى روح الأفلام الهندية الطويلة ، وكان أيضا أقل ادعاء من المليونير المتشرد .


إجابات وذكريات


ومن المقدمة التى طالت قليلا الى التفاصيل ، هناك مجهود لاشك فى كتابة المليونير المتشرد المأخوذ عن رواية كتبها الهندى فيكاس سوارب عنوانها ( س وج )، وشارك سوارب فى كتابة السيناريو " سايمون بيفوى " ، بالطبع لم أقرأ الرواية ولكن من الواضح أن السرد باستخدام تكنيك العودة الى الماضى كان يستهدف إختزال الزمن وتكثيفه ، والإبتعاد قدر الإمكان عن الأزمنة الدرامية الضعيفة ، والأهم من ذلك الربط بين حياة بطل الفيلم ( جمال مالك )الذى لعبه ( ديف باتيل ) وبين إجاباته عن الأسئلة التى يرد عليها فى برنامج ( من سيربح المليون )فى نسخته الهندية ، وهناك ثلاثة أزمنة وفقا لهذا البناء المركب : الزمن الحاضر حيث يتعرض جمال للتعذيب على أيدى رجال الشرطة الهندية لإجباره على الإعتراف بأنه قد غش وتحايل فى الإجابة التى قربته من الفوز بعشرين مليون روبية ، والزمن الثانى هو الماضى القريب حيث يقطع المونتير المحترف بذكاء كبير الى إجابات جمال فى البرنامج ، والزمن الثالث هو الماضى البعيد حيث يتم الربط بين أسئلة جمال عن إجابات المحقق تارة ، وإجابات عن أسئلة مقدم البرنامج تارة أخرى ، وبين أحداث قديمة تتعلق بحياته كمتشرد فى بومباى مع شقيقه سليم ، وعلاقتهما بفتاة متشردة ثالثة هى " لاتيكا"التى لعبتها ( فريدا بنيتو )، وتتداخل هذه الأزمنة معا حتى نعود فى النهاية الى الزمن الحاضر ببراءة جمال بعد التحقيق معه ، وعودته الى البرنامج ليفوز بجائزة العشرين مليون روبية . ألم أقل إننا أمام قطعة قطيفة إنجليزى معتبرة ؟!


لا يكتفى السيناريو المركب بذلك ، ولكن يحاول أن يجعل من الفيلم وموضوعه سؤالا كبيرا إجابته من عدة أختيارات حيث يظهر على الشاشة سؤال عن أسباب تفوق جمال فى إجات ابة الأسئلة ، ومن الإختيارات كلمات محددة مثل : " بسبب الغش " أو " بسبب المكتوب".. إلخ . هنا بداية تليق بفيلم أوروبى يحاول أن يربط كل شئ بمسبباته، وحتى فكرة القدر والمكتوب - وهى فى صميم الدراما الإغريقية - لا تترك هكذا فى الأعمال الأوربية القديمة والحديثة بل تتم منطقتها لدرجة أنك فى عمل فذ مثل إلياذة هوميروس يتحدد مصير معركة طروادة وفق صراع على الأرض يخوضه البشر ، وصراع فى السماء تخوضه آلهة الأوليمب ، كل شئ إذن يجب تفسيره دراميا حتى الأمور الغيبية ، وليس هذا هو الحال فى الأعمال العظيمة المقبلة من الشرق مثل " ألف ليلة وليلة " والأساطير الشرقية عموما التى تصنع عالما يكاد يكون من وراء العقل ، ولذلك سنجد أن كاتبى السيناريو وقعا فى مازق واضح: فالشكل يقوم على البناء المنطقى المركب حيث توجد إجابة عن كل سؤال ، اما المضمون فهو حكاية تسيرها الأقدار والصدف ، ولذلك أيضا لم يكن غريبا أن يبدأالفيلم -بسبب هذا التناقض- بطفل عشوائى متشرد ، وينتهى بمليونير عشوائى يحصل على الحب والمال معا . كل شئ إذن عشوائى باستثناء السيناريو المركب !

لم يكن غريبا - وقد انفصل الشكل عن المضمون - أن يبدأ الفيلم واقعيا شديد الخشونة وهو يستعرض عملية تعذيب رجال الشرطة ل " جمال " بتعليقه وباستخدام الكهرباء ، وينتهى نهاية رومانسية شديدة السذاجة عندما يلتقى جمال مع حبيبته " لاتيكا "فى محطة القطار فى " بومباى" فى الساعة الخامسة . بدت المشاهد الأولى العنيفة كما لو انها منتزعة من فيلم واقعى عن عمليات تعذيب الشرطة للمتهمين فى حين بدا الشمهد الأخير والأغنية الإستعراضية الأخيرة بعد العناوين كما لو أنها منتزعة من فيلم هندى ، وستجد ايضا التنافر واضحا بين المشاهد شبه التسجيلية فى شوارع " جوهو" فى بومباى ، وهو المكان الذى عاش فيه جمال ، والمشاهد التمثيلية المفتعلة خاصة مع ظهور الأشرار على طريقة أفلام "أميتاب باتشان ". هناك دائما فى هذه الخلطة الأنجلو- هندية ما يبدو واقعيا من الممكن تصديقه ، ولكن ما أن تقترب من التصديق حتى يدهمك مشهد يذكرك بأنك تشاهد فيلما هنديا مسليا ، وهكذا لا يحقق المليونير المتشرد صدق وتأثير فيلم عن أطفال الشوارع مثل " سلام بومباى " ، ولا يحقق متعة أى فيلم هندى ملحمىتعرضه سينما درجة ثالثة لنسف الوقت فى أيام القاهرة الطويلة !

هناك أيضا ودائما مجال لثغرات درامية واضحة . ضابط البوليس مثلا الذى يقوم بتعذيب جمال بطريقة بشعة فى بداية الفيلم سيتحول فى النهاية الى الإقتناع ببراءته من تهمة الغش فى الإجابات مع أن جمال لم يقدم الكثير من التبريرات المنطقية لأن هناك إجابات " جاءت معه بالبركة " . الحكاية كلها لم تكن تستدعى التحقيق لأن المتسابق يمكن أن يعتمد على حظه كثيرا ، كما أن الإحتجاج بأن المتشد يمكن أن يكون غشاشا ليس مقنعا بدرجة كافية ، لأنه كان يمكن عدم قبول المتسابق من الأساس ، ولكن بدا بوضوح أن تحقيق البوليس مجرد حيلة درامية لسرد قصة حياة " جمال " وصرعه ضد الفقر والتشرد ، صحيح أن عملية الربط بين الإجابات ومشاهد العودة الى الماضى كانت جيدة بل وذكية فى أحيان كثيرة ، ولكناه كانت ساذجة ومفتعلة فى مناطق أخرى .

مأساة أسرية

ينتمى " جمال " وسليم " الى أسرة مسلمة . لن نعرف لهما والدا . الأم فقيرة ولن نعرف أيضا عنها الكثير مثل معظم الشخصيات . حياة الطفلين بائسة ، وظهورهما الأول يكون وهما يتعررضان لمطاردة الشرطة ، وتقوم الأم بحمايتهما وإدخالهما الى الفصل ليستعرض " جمال " قصة الفرسان الثلاثة ل" ألكسندر دوماس ". فى كثير من أجزاء رحلة الطفولة تقترب الصورة فى واقعيتها من صور الأفلام الإخبارية أو الوثائقية ، وهناك مساحات معتبرة للظلال وللون الأسود ، بل إن هناك مشهد ا شديد الفجاجة والخشونة عندما يخرج " جمال " مغطى بالفضلات البشرية لكى يحصل على توقيع نجمه المفضل أميتاب باتشان على صورته ، ويقوم شقيقه "سليم " ببيع الصورة لعامل آلة العرض فى دار سينما فقيرة .

هذه الحادثة ستكون سببا لتذكر " جمال "لاسم أحد افلام " أميتاب " فى البرنامج ، وسيكون هناك سؤال عن الأشياء التى تحملها الآلهة الهندوسية " راما " ، وبسبب ذلك سنعود الى الماضى لنشهد مذبحة ارتكبها الهندوس ضد " جمال " وغيره من المسلمين ، بالطبع لن تعرف شيئا عن سبب المذبحة ، ولكن الهدف منها أن تفسر هذه الحادثة سبب نجاح " جمال " فى معرفة سؤال الآلهة " راما "، كما أنها ستكون وراء تشرد " جمال " و" سليم " فى الشوارع ، واحترافهما التسول بعد أن احترقت الأم التى تلعب دورا محوريا فى الأفلام الهندية بالحضور أو بالغياب
يتواصل السرد مع مشاهد العودة الى الماضى ، فالشقيقان المتشردان يلتقيان مع المتشردة الصغيرة " لاتيكا "، ويعتقد " جمال " أن الطفلة التى أعجب بها من النظرة الأولى تستكمل فكرة الفرسان الثلاثة ، ويظهر لأول مرة الشرير الهندى الذى يغير حياة الأطفال ، اسمه " ماما " وهو رجل أنيق احترف اصطياد أطفال الشوارع لإعدادهم ليكونوا متسولين محترفين ، وفى مشهد خشن آخر نرى هذا الشرير وهو يأمر بإخراج عين أحد الأطفال حتى يصبح شحاذا على طريقة " زيطة " صانع العاهات فى ( زقاق المدق )، ولكن " سليم " ينجح فى إنقاذ نفسه وشقيقه من هذا المصير فى حين تبقى " لاتيكا " فى قبضة الشرير .
بالمصادفة ايضا - والمصادفات فى الفيلم كثيرة -سيكون هناك سؤال فى البنامج عن مؤلف أغنية هندية كان " جمال " يغنيها مع الأطفال وهم تحت سيطرة " ماما "، وسيكون هناك سؤال عن المسدس لنعود الى المضى ونشاهد سليم وقد كبر هو وجمال، ولكن الأخ الأكبر سليم يقتل "ماما " بالمسدس ، ويهرب من بيت الدعارة الذى تقيم فيه "لاكيتا "بعد محاولة لتحريرها من الأشرار الهنود ، وسنشاهد أيضا مشاهد من طفولة جمال وسليم وهما يسطحان فوق القطارات ويبيعان البالونات بداخلها ، وتلصصان من نوافذ القطار وهما معلقان فى الهواء على أشخاص يأكلون بشراهة فى الداخل . هذه لقطات قوية ومعبرة قدمت فى " فوتو مونتاج " شديد السلاسة وبمصاحبة موسيقى مؤثرة وسريعة ، وما أن تصدق الحكاية حتى يستعيد " جمال " حكاية فيها الكثير من الإستظراف عندما يقتحم مع شقيقه "تاج محل "، ويحصلان خلسة على أحذية السياح ليقوما ببيعها . الى هذا الحد يبدو المشهد مقبولا حيث بدت الأقدام الحافية فى مقدمة الكادر الذى يشغل " تاج محل " عمقه صورة رمزية تعبر عن الفيلم كله ، وتصلح كأفيش له ، ولكن المشهد يمتد الى مبالغة أقرب لمبالغات الأفلام الهندية عندما يقوم جمال بدور المرشد الشياحى ، ويزعم للزوار أن صاحبة المقبرة ماتت فى حادث سيارة !!
سيتأرجح السرد بين الذكاء والسذاجة ، وسيتأرجح إيقاع الفيلم صعودا وهبوطا ، وسينجح الربط بين الإجابات والذكريات ثم يتعثر ، وسيظهر شرير هندى جديد هو " جافيد " رجل العصابات وعدو " ماما"المأسوف على شبابه . سليم سينضم للعمل تحت رئاسة " جافيد "، وسيبتعد جمال الذى نراه عملا فى محل للإتصالات كل دوره أن يقدم المشاريب والطلبات أو ما يطلق عليه " شايللا"، وسنجد أن مقدم البرنامج يسخر فى البداية من مهنة جمال ، ولكنه الشاب الذى يحلم بالثروة ، والذى لم يتوقف عن متابعة " لاتيكا ". سينجح فى العثور على شقيقه الذى ينفذ كل أوامر "جافيد ". لابد أنك تسأل الآن عن " لاتيكا "؟ إنها الآن فى قصر الشرير الهندى حيث تعمل طباخة ، وكما لابد أن توقع سيتحول جمال الى غسل الصحون ليلتقى يها ، وسيطلب منها أن تقابله فى محطة قطارات بومباى التى يسافر عبرها الملايين فى الساعة الخامسة ، وعندما تصل إليه يطاردها الأشرار لاستردادها .
مع اقترابنا من النهاية تطغى تماما التأثيىرات التقليدية للأفلام الهندية التقليدية : جمال يقوم فجأة ودون مقدمات بتهريب لاتيكا من الأشرار فيدفع الثمن ، ولاتيكا تخرج لمتابعة عودة جمال الى البرنامج بعد إعلان براءته من تهمة الغش ، وعندما يطلب الإستعانة بصديق هو شقيقه سليم للإجابة عن سؤال العشرين مليون روبية ، ترد هى على الموبايل وتطمئنه أنها بخير ، ويجيب جمال عن الؤال عشوائيا فتكون الإجابة صحيحة ،وافرحى وزغردى ياشبه القارة الهندية ، وفى محطة بومباى التى تبدو فارغة مثل الأفلام الساذجة يلتقى الشتيتان فى الساعة الخامسة ، وتدخل فرق الرقص للإحتفال بهما مثل نهاية " خللى بالك من زوزو "لينتهى أحد أكثر الأفلام سطحية وسذاجة، ويكون التفسير الأخير لكل ذلك هو أنه قدر ومكتوب ، ولو قال صناع الفيلم أن المخرج والمؤلف عايزين كدة لكانوا أكثر صدقاً وذكاءً !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق